بهدف الاحتفال بالرياضة كوسيلة لتحقيق التنمية والسلام، ولأنها توفر تفاعلا بين كافة شرائح المجتمع وتلاقيا في أجواء من الفرح والإيجابية، اعتمدت الأمم المتحدة يوم السادس من نيسان/أبريل يوما دوليا للرياضة من أجل التنمية والسلام.
لبنان كان من ضمن البلدان التي أحييت هذا اليوم من خلال “دَرِّجْها للسلام”، وهو نشاط رياضي نظمه مركز الأمم المتحدة في لبنان بالتعاون مع اتحادات وجمعيات محلية. التفاصيل في التقرير الإذاعي التالي.
شارك أكثر من ثلاثمئة لبناني ممن يعشقون الدراجات في نشاط رياضي بمناسبة اليوم الدولي الأول للرياضة من أجل السلام والتنمية.
والحدث الذي جرى بتنظيم مركز الأمم المتحدة في بيروت وبالتعاون مع الإتحاد اللبناني للدراجات ونادي Beirut by Bike ومنتدى التنمية والثقافة والحوار، جمع مشاركين من مختلف الشرائح المجتمعية بالإضافة إلى مسؤولين دولين بمن فيهم المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، السيد ديريك بلاملي.
بلاملي أعرب لإذاعة الأمم المتحدة عن سعادته لإحياء الأمم المتحدة لهذا اليوم واصفا إياه بالضروري والجامع للشباب في لبنان والعالم. وعن مشاركته في هذه التظاهرة الرياضية قال بلاملي:
“نحن شاهدنا حماس الشباب الذين اشتركوا في المناسبة. قمنا بجولة حول كل بيروت من البيال إلى المتحف والروشة وطريق الأشرفية ورجعنا عن طريق الكورنيش، والكل رحبَ بي. وهذا الحدث هو صراحة خير ردّ على الانشقاقات الموجودة في المجتمع ويساعد في بناء الجسور بين الناس وتثبيت العيش المشترك. وهذا الحدث ليس المثل الوحيد على هذا الأمر، فمنذ أسبوع، في طرابلس -حيث كانت تجري جولات كثيرة من العنف الطائفي بين منطقة ومنطقة والتي انتهت منذ أيام- بعد نهاية القتال، اشترك الشباب وبعض السياسيين من كل الأحزاب في مناسبة مماثلة جمعت الناس من خلال ركوب الدراجات حول المدينة.”
وقد تضمن هذا الحدث دعوة أشخاص من كل الفئات العمرية إلى ركوب الدراجات الهوائية في نادي Beirut by Bike الواقع في منطقة New Waterfront في وسط بيروت، والمشاركة في الجولات المنظمة خلال هذا اليوم والتي ساهم في تسييرها الجيش اللبناني والقوى الأمنية التي أشرفت على سلامة المشاركين.
الافتتاح كان مع النشيد الوطني اللبناني، تلاه النشيد الأولمبي، ومن ثم فُتِح المجال لطرح الأسئلة حول الأمم المتحدة والألعاب الأولمبية والاتحاد اللبناني للدراجات.
أما عن المشاركة، فوصفها السيد فاتشيه زادوريان، رئيس الاتحاد اللبناني للدراجات وعضو اللجنة الأولمبية اللبنانية بالواسعة التي لم تقتصر فقط على فئة معينة من الناس بل شملت مسؤولين رفيعي المستوى، بمن فيهم ممثل أمين عام الأمم المتحدة ديريك بلاملي وسفيرة الاتحاد الأوروبي أنجيلينا إيخهورست، ونائب رئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية وعضو اللجنة الأولمبية الدولية السيد طوني خوري، وأمين عام اللجنة الأولمبية اللبنانية الجنرال المتقاعد حسّان رستوم، بالإضافة إلى الجمعيات الأهلية وأندية الدراجات التي تشارك في سباقات الاتحاد اللبناني للدراجات، ومواطنين أرادوا أن يعبروا عن تضامنهم مع هذه الفكرة السامية التي تدعو إلى نبذ الاختلافات والعمل من أجل بناء الأوطان:
“للتذكير فقط، نحن كإتحاد لبناني للدراجات، كنّا موجودين يوم الأحد الماضي الموافق 31 من آذار/مارس في مدينة طرابلس المعروفة الآن في الإعلام العالمي على أنها مدينة الحروب ومدينة التفجيرات، كنّا هناك لنقول إن مدينة طرابلس هي مدينة السلام. ويوم الأحد السادس من نيسان/أبريل كررنا هذا الموضوع وقلنا إن بيروت هي مدينة السلام، بيروت التي تجمع كل اللبنانيين، بيروت ليست وحدها مدينة للسلام ولكن كل المدن اللبنانية مدن للسلام. وقد قال جميع المشتركين إنهم أتوا من أجل السلام وليقولوا للعالم أجمع إننا كلبنانيين نرغب في العيش في هذا البلد، ولكن نرغب في العيش بسلام.”
أحد المشاركين في النشاط الرياضي كان السيد يوسف نادر، الذي قال لإذاعة الأمم المتحدة إنه رغب في المشاركة لأنه يعتبر هذا النشاط رسالة سلام، فالرياضة بالنسبة له هي “جوهر السلام، وبدون رياضة لا سلام”.
أما عن قدرة هذه الأنشطة على لم شمل اللبنانيين، فأوضح يوسف نادر:
“أكيد، لأنه في الرياضة لا يوجد دين أو لون أو عرق، مما يسمح للبنانيين في الاجتماع حول رسالة واحدة.”
وبالإضافة إلى الجولات على الدراجات الهوائية، تضمن هذا اليوم برنامجا متنوعا تخللته استعراضات وعرض مواهب على الدراجات ومسابقات وتوزيع جوائز.
صور من النشاط:
المصدر