السعودية : «دراج» تجمع هواة «السياكل»… لنشر الرياضة والحفاظ على البيئة

حوّل مجموعة من الشبان النظرة السائدة في المجتمعات الخليجية، والسعودية تحديداً عن الدراجة الهوائية، والتي تتسم بـ «السلبية» إلى أخرى «إيجابية». وبات ركوبها «هواية» استقطبت نحو 500 دراج سعودي. وترتبط الدراجة الهوائية أو كما يٌطلق عليها «سيكل»، في المجتمع الخليجي بالعمال الوافدين، وتحديداً من الآسيويين و صغار السن.

إلا أن مجموعة من الشبان في الدمام قرروا تكوين فريق، أطلقوا عليه اسم «دراج»، الذي بدأ بفكرة أجمع عليها 15 شخصاً قبل نحو عام، لتشمل بنشاطها مدن المنطقة الشرقية ومحافظاتها. ويضم الفريق في عضويته مجموعة من الشبان السعوديين من مختلف الأعمار، ويعملون في مهن مختلفة، فبينهم مهندسون وأطباء وطلاب ورجال أمن ومعلمون ورجال أعمال وغيرهم.

وتسعى مجموعة «دراج» إلى نشر ثقافة استخدام الدراجات الهوائية لتحقيق أهداف عدة، من أبرزها «تعزيز الجانب الرياضي في صفوف أعضائها، والحفاظ على البيئة، باعتبار الدراجات الهوائية صديقة للبيئة، ولا تصدر عنها ملوثات كربونية، كغيرها من وسائل النقل الحديثة، إضافة إلى شغل أوقات فراغ الشبان بما يفيدهم، بعيداً عن الممارسات السلوكية الخاطئة».وقال قائد «دراج» في المنطقة الشرقية محمد الملحم: «نطمح لأن تعامل الدراجة كما المركبة، وكحل لمشكلات الزحام، ومحاولة تقليل نسبة الحوادث المرورية التي تشهدها الطرقات بكثافة، من خلال تقليص استخدام المركبات». وفيما يرى البعض ضرورة إيجاد مسار خاص في الطرقات للدراجات الهوائية، ذكر الملحم أنه «من خلال البحث والدرس اتضح أن المسارات المخصصة للدراجات لا توفر أماناً للدراجين. ولعل ما بدأته اليابان أخيراً بإلغاء مسار الدراجات دليل على ذلك، إذ يشكل هذا المسار خطراً على الدراجين، لأن استخدام الدراجة كمركبة لها حق استخدام المسار كاملاً، هو الحل الأمثل حالياً، ولا جدوى من إيجاد المسارات التي أثبتت فشلها في كثير من الدول المتقدمة».

ويقوم أعضاء المجموعة باستخدام طريقة توسط المسار «غالباً الأيمن»، ليكونوا واضحين لقائدي المركبات، وذلك هو أهم وسيلة آمنة للدراج، كما يسهم ذلك في استخدام الدراجة كبديل فعال للسيارات. وعلى رغم مرور عام كامل على انطلاق المجموعة، في كل من الدمام والخبر والأحساء والجبيل، لم يتسبب أحد منهم في إعاقة لحركة المرور، أو التعرض أو التسبب في حوادث، لأن «أعضاء «دراج» يتمتعون بوعي مروري كبير» كما يقول الملحم.

وينظم أعضاء «دراج» أسبوعياً رحلات مجدولة، بحسب ما ذكره مسؤول قسم التوعية والتثقيف حسن الكاف، إذ يجتمع الأعضاء في مكان محدد مسبقاً، ويتم تقسيمهم إلى مجموعات، وتضم كل مجموعة 20 دراجاً، لتنظيم حركة سيرهم، ولتفادي وقوع أية اختناقات في صفوفهم، أو في الطرق التي يرتادونها في مناطق الكورنيش وغيرها، إضافة إلى رحلات غير مجدولة يتم إطلاقها من خلال موقع «تويتر» تحت وسم «تمسيكية»، والتي يجتمع فيها عدد من أعضاء «دراج» للمشاركة في السير إلى وجهات مختلفة.

وعن شروط الانضمام للمجموعة، قال الكاف: «لا توجد شروط محددة، وكل ما نطلبه من المشاركين تأمين الدراجة الخاصة بهم، واللباس الآمن للانضمام للفريق. ونقوم بتقديم المشورة للأعضاء الجدد، حول نوعية الدراجات التي يمكنهم الإفادة منها، ووسائل السلامة التي يجب تأمينها لحمايتهم من مفاجآت الطريق».

وحول المواقف التي يتعرضون لها أثناء سيرهم، ذكر الكاف: «يقوم أعضاء الفريق بارتداء اللباس الخاص بقيادة الدراجة الهوائية، الذي يعتبر غريباً نوعاً ما في مجتمعنا». وذكر أنهم وعند توقفهم في الإشارات الضوئية، يبادلهم أصحاب المركبات السعوديون التحية، على أنهم غير سعوديين، «وبعدما نرد عليهم باللغة العربية والترحيب بهم، يتشوق أصحاب المركبات للتعرف علينا، بل إن بعضهم أصبح من ضمن أعضاء الفريق».

وأشار الكاف إلى مشاركة عدد من المصابين بأمراض مثل السكري والضغط في الفريق، ولاحظوا تحسناً في مستوى الضغط والسكر في الدم، بحسب ما ذكروه لنا، مشيراً إلى وجود فئات عمرية مختلفة في صفوف الفريق. ويبلغ أكبر أعضاء الفريق عمراً 60 عاماً. وعن مشاركاتهم المجتمعية أشار إلى مشاركتهم في أعمال تطوعية وخيرية عدة، منها حملة البحث عن الطفل المفقود صالح، ومشروع توزيع إفطار الصائمين والعيدية والكسوة وحملة «لمسة دفء»، ومشاركتهم في اليوم العالمي للقلب واليوم العالمي للمعوقين، والمهرجان الذي أطلق أخيراً في المنطقة الشرقية «شبابنا ويانا».

المصدر : جديد اليوم

شاهد أيضاً

مركز الدراجة العربية يعتمد برامجه للعام الجاري 2024

ترأس سعادة الشيخ فيصل بن حميد القاسمي رئيس الاتحاد العربي للدراجات رئيس مجلس ادارة مركز …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.